Business Insider – ترجمة بلدي نيوز
بعد أن قتلت قوات بشار الأسد أكثر من 1.300 مدني في هجوم عام 2013 بالأسلحة الكيميائية على منطقة "الغوطة الشرقية "، والتي اعتبرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاوزاً للخط الأحمر، وسبباً كافياً لشن حملة جوية لإسقاط الأسد.
قرر الرئيس الأمريكي تأجيل شن ضربات جوية ضد الحكومة السورية خلال نزهة في حديقة البيت الأبيض مع رئيس أركانه، دنيس ماكدونو، وفقاً لمجلة بوليتيكو.
ومن ثم تأخرت تلك الحملة عندما قرر أوباما إسنادها للتصويت في الكونغرس، وأخيراً تم إلغاءها تماماً عندما عرضت روسيا حليف الأسد على الولايات المتحدة التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية الموجودة لدى الأسد إذا امتنعت الولايات المتحدة عن شن غارات جوية.
هذا التأخير المشؤوم، كما اتضح، كان نتيجة لاجتماع واحد بين أوباما وماكدونو أثناء سير الاثنان حول البيت الأبيض، وفي الواقع في تموز 2013 عندما كان أوباما يناقش الغارات الجوية على سوريا، رداً على استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، توقع معظم المراقبين شن الضربات بالفعل، حتى عاد من اجتماعه مع دنيس ماكدونو، ومن ثم فاجأ الجميع تقريباُ بإجبار الكونغرس على التصويت على ذلك، ووضع العمل العسكري في الانتظار.
ووفقاً لمدير تحرير صحيفة بولتيكو "جلين ثرش": "لم يقم الرئيس الأمريكي باستشارة وزير الخارجية جون كيري ولا وزير الدفاع تشاك هاجل قبل أن يدلي بقراره بتأجيل الحملة العسكرية على سورية، وحتى أن مستشارة الامن القومي الأميركي سوزان رايس أبقيت بعيدة عن الموضوع أيضاً".
وقال توني بدران، خبير في شؤون الشرق الأوسط، وباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "إن سياسة الولايات المتحدة هي سياسة رجل واحد فقط: باراك اوباما ولا أحد آخر، وهو فقط من يقول ما سيحدث بسورية".
وأضاف: "أوباما ومنذ اليوم الأول – لم يرد أبداً أن يزيل الأسد".
لقد كان أوباما منسجماً بفلسفته السياسية مع ماكدونو، فقد كان للرجلان حساسية تجاه التدخل العسكري، ولم يكن وزير الدفاع "هاجل" كذلك، ولذلك رأى أوباما أنه بحاجة إلى شخص لتنفيذ رؤيته للشرق الأوسط وكان ذلك ماكدونو، الذي كان متحمساً لتطبيق سياسة أوباما في الشرق الأوسط.
في الواقع، وفي مقابلة مع صحيفة "الفورين بوليسي" الشهر الماضي أعرب "هاجل" الذي استقال من منصبه كوزير دفاع عن إحباطه لعدم استجابة الإدارة الأمريكية للأزمة السورية، وأنه رغم الاجتماعات الكثيرة التي كانت تصل كل منها إلى أربع ساعات، لم تكن أي منها مثمرة، حتى أنه قد فقد صبره في إحدى هذه الاجتماعات وغادر بغضب لأنه رفض منح وقته لمجرد هراء.
أوباما الذي مازال يخشى تكرار حرب العراق والحملة الكارثية في ليبيا، كان دائماً غامضاً حول موضوع مستقبل الأسد، فمنذ رسم للأسد الخط الأحمر في عام 2013، وافق الرئيس الأمريكي على دور "محدود" للأسد في المفاوضات السياسية حول مستقبل البلاد المقرر عقدها في كانون الثاني 2016، طالما أن وسيطة تلك المفاوضات هي روسيا (الحليف الأكبر للأسد).